 |
الملابس عبر العصور - موضة |
الملابس عبر العصور ارتدي الإنسان
الملابس منذ القدم، وقد صنع أول أنواع الملابس التي ارتدها من الجلود والأصواف من
الحيوانات التي اصطادها ومع مرور الزمن تعلم كيف يستخدم هذه المواد ويصنع الملابس،
كما استطاع أن يخترع الأدوات والمعدات التي تساعده في صناعتها. فكيف تطورت تلك
الصناعة؟ كيف كانت تُصنع الملابس في البداية؟ صنع أول أنواع الملابس التي ارتدها من الجلود والأصواف من الحيوانات التي اصطادها ومع مرور الزمن تعلم كيف يستخدم هذه المواد ويصنع الملابس؟ كل هذا
وأكثر سنتعرف عليه من خلال هذا المقال.. تابع معنا
الملابس في العصور القديمة
فترة العصور القديمة هي الفترة التي تمتد إلى ما قبل 5.000 سنة وحتي القرن
الخامس الميلادي، وساعدنا في جمع تلك المعلومات عن الملابس التي كان الناس
يرتدونها خلال تلك الفترة " اللوحات الجدارية والتماثيل التي تحاكي تلك
الفترة" كما تم اكتشاف آثار ليست بكثيرة عن الثياب المنسوجة وعدد من الأدوات
الجلدية التي كانت تستخدم خلال تلك الفترة، ووجدت كميات كبيرة من أدوات الحلي التي
كانت تستخدم خلال تلك الفترة، وقد ظل بعض من تلك الثباب والأدوات محتفظ بشكله
وجودته بسبب الظروف الجافة التي حُفظ فيها كما في الحضارة المصرية.
ملابس المصريون القدماء
صنع المصريون القدماء ملابسهم من الكتان، ولم تكن الملابس متاحة لكل طبقات
الشعب بل فقط الطبقات الغنية والعائلات الكبيرة هي من كان له حق ارتدي الملابس
لإظهار مكانتهم الاجتماعية، أما العبيد والأطفال فلم يكن لهم الحق في ذلك. وكانت
ملابسهم عبارة عن قطعة واحدة من الملابس والتي تأخذ الشكل المستطيل.
لبس الرجل ثياباً واسعاً كالعباءة إضافة إلى قطعة صغيرة في حجم الفوطة
كملابس داخلية، أو كان يلف ثوب قصير وسط جسمه، أما المرأه فقط ارتدت نوعا من
الملابس الطويلة والذي يتمثل في قطعة أو قطعتين من القماش واللتان تربطان بأحكام
على الكتفين ويكون طويلاً ليصل إلى أسفل القدمين.
ملابس السومريون والبابليون والآشوريون
كانوا يعملون في رعاة الأغنام، لذا فأنهم صنعوا ملابسهم من أصواف وجلود
الحيوانات التي كانوا يربونها، وهم كانوا يعيشون في أرض ما بين النهرين المعروفة
حالياً بالعراق وتركيا وسوريا.
وكان السومريون يلبسون التنورة الضيقة وعليها الزينة في أطرافها، أو يرتدون
نوع من التنورات الذي يعرف باسم "الكوناكس". وارتدت المرأة السوموية
الخمار على رأسها إضافة إلى الكوناكس وقد كان لهم طريقة خاصة في ارتدي ملابسهم حيث
كانوا يضعون أحدي أطراف الثوب على الكتف الأيسر.
وارتدي البابليون والآشوريون صدرية ذات أكمام قصيرة تحت ثوب كبير، وقد كان
الناس في تلك المناطق يتميزون بوضع الزينة في أطراف الملابس الخاصة بهم، وخلال
السنوات الأول كانوا يرتدون أغطية على رؤوسهم وكانوا غالباً يمشون حفاه الأقدام
ولكن مع تطورهم بداو في ارتدي الأحذية الخفيفة كالصندل وتميزوا أيضاً بإطلاق
اللحية لدي الرجال.
ملابس الفرس
يُعد الفرس من الشعوب الأولي التي عرفت الملابس الضيقة وصناعتها، حيث كانوا
يلفون الأقمشة حول أجسامهم، وكانت مهنة الفرس هي الصيد وركب الخيل لذا يعتقد
المؤرخون أنه صنعوا الملابس الضيقة لتلائم طبيعة عملهم، ومن ثم صنعوا الملابس
المنسوجة بدلاً من الجلود.
لبس رجال الفرس السراويل الضيقة عن الكعب مع الأحذية العادية أو الثقيلة،
كما ارتدوا مع البدلة الصدرية ذات الأكمام القصيرة، وارتدت المرأة ملابس مثل الرجل
إضافة إلى الحجاب الطويل.
ملابس العبرانيون
ليسا هناك معلومات كثيرة عن ملابس العبرانيون، عُرفت بعض المعلومات عن
ملابس العبرانيون من خلال اللوحات الجدارية والتماثيل وتشير تلك اللوحاتإلى أن
ملابس العبرانيون كانت تشبه ملابس سكان منطقة الشرق الأوسط، حيث كانوا يرتدون
ثوباً يلف حول الجسم بالإضافة إلى صدرية تحت هذا الثوب وشال يوضع الكتف. وامتنع
العبرانيون عن ارتدي الملابس المصنوعة من الصوف أو الكتان لاعتبارات دينية.
ملابس الكريتيون
الكريتيون هم سكان جزيرة الكريت الواقعة على بُعد 130 كم جنوب اليونان،
وتميز سكانها بارتداهم لنوع من الملابس المختلف تماماً عن أزياء الشعوب الأخرى،
حيث كانت ملابس النساء تشبه نمط ملابس المرأة الغربية في منتصف القرن التاسع عشر
حيث ارتدت المرأة ثياباً ضيقة في الوسط. كما ارتدت التنورات الطويلة التي تأخذ شكل
الجرس وله كشكش في نهايتها، وكانت البلوزات تحتوي على أكمام طويلة وصدر عاري.
ملابس الإغريق
كان الرجال والنساء يرتدون نفس المللابس في بلاد الإغريق وهي عبارة عن ثياب
واسعة تتكون من قطع مستطيلة الشكل، وكان لبسهم يتمثل في ثوب طويل يلف حول الجسم
ويربط عن الكتفين والوسط ويعرف باسم "خيتون" وأخر يعرف باسم "هماتيون" و
"كليميز".
كما ارتدت المرأة الحلي المتمثلة في الاقراط في الأذن وأدوات لزينة الشعر
إضافة إلى "الأبريم" التي كانت تستعمل في تثبيت الثوب عن الكتف، وكانوا
يمشون حفاة في بيوتهم ويلبسون الأحذية الخفيفية أو الثقيلة عند السفر. وارتدي
الرجال القبعات ذات الأطراف العريضة "بتاسوس" أو ليس لها أطراف
"بيلوس".
ملابس الرومانيون
كانوا يرتدون نفس ملابس الإغريق "خيتون" و"هماتيون" و
"كليميز"، وكانت المرأة تلبس ثوب واسع طويل يغطي كتفيها وينزل إلى
قدميها يعرف باسم "الإستولا".
اختلافت أطوال الصدرية الرومانية من فئة لفئة أخري فقد كان الجنود يرتدون
صدرية قصيرة من دون أكمام، والنساء صدرية بأكمام طويلة إلى حد ما، وكان المواطن
العادي يرتدي ملابس تشبه العباءة تغطي الكتف الأيسر فقط وتمر أسفل الكتف الأيمن
ولم يكن مسموح بارتدي تلك الملابس الإ لمواطنو مدينة روما فقط، حيث مُنع العبيد من
ارتدائها، والعبيد الذين تحرروا من عبوديتهم كان عليهم أخذ الأذن أولاً قبل
ارتدائها.
وارتدي الرجال الصندل الثقيلة بينما ارتدي المرأة الملابس الخفيفة أو
العادية.
ملابس الإمبراطورية البيزنطية
كانت الطبقة الحاكمة والأثرياء فيها ترتدي الملابس الفاخرة الحريرية
المطرزة بخيوط ذهبية، أما الفقراء فقد كانوا يرتدون الملابس البسيطة المكونة من
الصدرية والقميص فقط.
وفي بداية عصر الإمبراطورية البيزنطية ارتدي الإمبراطور وحاشيته زي
"الودامنتوم" وهو عبارة عن روب واسع فوق الصدرية، وكانت الإمبراطورة
ترتدي زي "البادامنتوم" وتضع على عنقها قماشه مطرزة تسمي
"مانياكيز".
الملابس في عصر النهضة
بدأ عصر النهضة في إيطاليا في القرن الرابع عشر الميلادي، كان الرجال خلال
تلك الفترة يرتدون الجوارب الطويلة مع السترة القصيرة، وكانت ملابس المرأة ضيقة
الخصر، وفي النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي كانت الرمأة ترتدي فستان له
فتحات مربعة الشكل، وتلبس من الداخل تنورة داخلية مفتوحة من الجانب الأمامي.
ملابس القرن السابع عشر الميلادي
انتشرت الأزياء الواسعة والمزركشة في جميع أنحاء أوروبا، وأصبحت فرنسا في
مقدمة الدول في تصميم الأزياء الأوروبية، بينما أصبحت أسبانيا من أقل الدول
اهتماماً بهذا المجال.
وفي تلك الفترة تخلي الرجال عن
الملابس القصيرة والتي كانت تعرف باسم "الدوبليت" وبدأوا يلبسون الملابس
الطويلة، حتي حلول منتصف القرن السابع عشر بدأ ظهور السراويل الطويلة بدل القصيرة
ولكنه لم يلبث طويلاً لأنه سرعان ما عاد الناس إلى ارتدي السراويل القصيرة مرة أخر
بحلول نهاية القرن ذاته.
وبدأت النساء في ارتدا التنورة الداخلية بدلاً من "الفارثنجيل"
في جميع أنحاء أوربا باستثناء أسبانيا.
ملابس القرن الثامن عشر الميلادي
شكال الربع الأخير من هذا القرن تغييرات واسعة في عالم الملابس، حيثُ
استطاع "جيمس هارجريفر" وتحديداً عام 1764م اخترع آلة النسيج والتي لها
قدرة على نسج عدة خيوط في الوقت ذاته. والتي قام "صمويل كرمبتون"
بتطويرها في الفترة ما بين عامين 1774م و 1779م، لتتمكن تلك الآلة من أن تنسج
مقدار كبير من الخيوط يعادل ما يستطيع أن ينسجه
200 شخص يدوياً.
تغيرت موضة الملابس كثيراً في تلك الفترة، كما زاد سعر الملابس المنسوجة
فلم يرتديها إلا نبلاء وأغنياء الشعب، أما بقي الشعب فقد كانوا لا يزالون يرتدون
الملابس الصوفية.
ملابس القرن العشرين الميلادي
بناءاً على ما حدث في الفترة ما بين عامين 1890م إلى 1920م، أصبح تطور
الموضة والملابس أكثر سرعة من ذي قبل وانتشارت صناعة الملابس الجاهزة الخاصة بكل
من الرجال والنساء.
في بداية هذا القرن كانت المرأة الغربية ترتدي ملابس واسعة وخفيفة، وأدي
ذلك التطور إلى ظهور أزياء نسائية تكشف بعض الأجزاء من جسمها ففي القرن العشرين
كانت الأزياء تكشف الساقين العاريين، وفي فترة الأربعينيات اعتمدت النساء على
الملابس الكاشفة للصدر، وأما في فترة الستينيات كانت ملابس النساء فوق الركبة.
وبقراءة هذا المقال نكون قد القينا نظرة شاملة عن طبيعية الملابس على مر
العصور إلى يومنا هذا.. وكيف كانت الملابس خاصية فريدة نستطيع من خلالها التميز
بين تلك العصور فقد وضعت كل مرحلة بصمة مميزة في التاريخ ...